عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم .. أخرجه مسلم.
والحديث متفق عليه رواه البخاري ومسلم، وقوله: أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم وهذه الصيغة تبين أنه أبغض الرجال، في شدة مبالغته في الخصومة، الألد الخصم: المبالغ في الخصومة، وهو من لديد الوادي وهما جانباه، لديد الوادي جانباه؛ لأنه إنسان صاحب خصام وجدال قوي العارضة بالباطل، والحجة الباطلة إذا أتيته من هنا نزع بحجة باطلة من هنا فيأكل حق غيره، ويأخذ حق غيره، يماري بالباطل يجادل بالباطل، كما قال النبي -عليه الصلاة والسلام- في حديث أم سلمة: إنكم تختصمون إلي وإن بعضكم يكون ألحن بحجته من أخيه، فمن قطعت له من حق أخيه شيء، فليأخذها أو ليذرها فإنما أقطع له قطعة من نار أو فمن قطعت له من حقه شئ فليأخذها أو ليذرها - على سبيل التهديد- فإنما قطعت له قطعة من نار ؛ لأنه ألحن، وفي لفظ: فإنما أقضي بنحو مما أسمع .
فقد يكون هو مبطل في حجته، شدة خصومته، فيظهر الباطل في صورة الحق، هذا يقع من بعض الناس في تقليبه للكلام، ربما يكون خصمه ضعيف الحجة، فيستغل هذه النقطة، وهذا واقع في الخصومات التي تقع بين الناس، أو من اللدود: وهو الدواء الذي يعطى، ولهذا قال النبي -عليه الصلاة والسلام- في مرض موته: لا تلدوني، قلنا كراهية المريض للدواء .
تقول عائشة -رضي الله عنها- لما شد عليه الوجع أعطوه اللدود قال: لا تلدوني اللدود: وهو العلاج الذي يجعل في جانب الفم، سمي اللدود من لديد الفم، وهو جانب لديد الفم من هنا ومن هنا، وكذلك الوادي جانبه من هنا ومن هنا، فكأنه يأخذ تارة حجة من هنا وتارة حجة من هنا، فسمي الألد الخصم، والخصومة بالباطل لا تجوز، بل لو لم يكن خصومة مجرد مراء أيضا لا يجوز.
والخصومات أعظم ما تكون محرمة إذا كانت الخصومات في الدين، في حديث ابن عباس: كفى بك إثما أن لا تزال مخاصما فلا يجوز للإنسان أن يكون مخاصما، كذلك الخصومة في الدين، والمناقشة في أمور الدين، فلا يعرض الإنسان دينه لكثرة الخصومات ويتنقل، ولهذا من كثرت الشبه عليه تنقل، هذا قد يبتلى به كثير من الناس، ولا يبتلى به إلا البطالون.
ومما أوصي به نفسي وأوصي به إخواني عدم الانشغال بالجدال والأمور التي لا مصلحة فيها، كثير من الناس خاصة في مثل هذا الزمن وعبر كثير من الوسائل التي ضيعت على الناس نفيس أوقاتهم، عبر ما يقرأ ويسمع ويرى، أو المجالس التي يكثر فيها القيل والقال، وقد نهى النبي -عليه الصلاة والسلام- عن القيل والقيل وفلان وفلان، النفوس مجبولة على حب الحديث حينما خاصة يكون ظاهره يدعي أنه يتكلم بالدين ويدعي، ربما يخادع نفسه، أن كلام هذا ومجلسه لله وفي الله، فلان كذا، فلان يجاهد في سبيل الله، فلان لا، لا يجاهد في سبيل الله، فلان يريد كذا، وفلان يدعو إلى الله، لأ فلان لا يدعو إلى الله على بصيرة، يدعو إلى كذا، يدعو إلى هذه النحلة، إلى، فيشغل نفسه وحديثه مكروه لو أنك تابعته وأحصيته، أو أنه قدر أن ترى حديثه مكتوبا أو مسموعا لوجدته هو هو، يتكرر عشرات المرات، ومع ذلك ما يمل، الشيطان يحليه له ويسليه، ويملي له الشيطان في هذه الأحاديث كررها، وفلان وفلان، ولهذا كثيرا ما نسمع ناس يسألون في أمور لا حاجة لهم فيها، ويكررونها منذ سنوات مع أنك حين تسأل هل أنت مسئول عن هذا؟ هل ربك طالبك بهذا؟ هل نبيك -عليه الصلاة والسلام- طالبك بهذا؟ هل أنت مسئول عن هذا؟ لست مسئولا عن هذا، وليس من شأنك هذا الشيء، شأنك أن تصلح نفسك، وأن تعلم نفسك، وأن تدعو إلى الله، وإذا رأيت أمرا من الأمور المنكرة وتحققته تبين، ولا تجبر الناس ولا تلزم الناس.
الواحد منا يأتي يشتكي أمر ولده من ذكر أو أنثى أو زوجته، ويقال له صحيح يقول: اجتهدت فلم يستجب، يقول: الحمد لله ومع ذلك لأ يصر يقول في غيره من الناس، مع أنه قد يكون في أمور اجتهادية يصر أن يجعل هذا الأمر على وفق هواه، وأن يوافقه غيره، وإلا فهو عدو، ولهذا يبتلى السالكون والعباد، وطلاب العلم، وغيرهم وهذه يستغلها أعداء الدين، خاصة، عبر ما يكتب في الصحف والمجلات فيثيرون الفتنة بين أهل الخير يوقعون العداوة والبغضاء، وقد نجحوا حتى إنهم فرقوا صفوف كثير من أهل الخير، وأهل العلم، ووقعت بينهم من العداوات التي لا تجوز.
ومن قال إن أهل العلم إذا وقع بينهم خلاف، أو الدعاة إلى الله إذا وقع بينهم خلاف أنهم يتعادون، من هذا طريقهم، ما كان هذا طريقهم ولم ير أحد، بل كل من اجتهد، وكان على طريق من طرق الحق والخير فإنه على أجر بأجر اجتهاده، وهذا شامل الأمور العلمية والعملية، باتفاق أهل العلم يشمل الأمور العملية التي يقع فيها الخلاف بين الفقهاء، كذلك يقع في الأمور العلمية التي يختلف فيها الاجتهاد في النظر في الطرق، مع أن كثيرا من الأمور التي يقع خلاف في الطرق في الدعوة إلى الله، أو خلاف في تنقيح المناط، مثل إنسان اجتهد ورأى أن هذا المكان هو أحق مكان في الدعوة والجهاد في سبيل الله، خالفه إنسان آخر هو ليس اختلاف على وجوب الجهاد، اختلاف على تحقيق المناط وهذا باتفاق أهل العلم لا إنكار فيه، بمعنى أنه هل هذا من الأمر الذي هو أمر الله؛ مثل الاختلاف، مثل جزاء الصيد: يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ ؟
نحن متفقون على أنه له مثل لكن ما هو المثل؟ يأتينا رجلان فيحكمان يقولان: المثل هذا يماثل الصيد هذا الحيوان، وفي قضية أخرى تقع في نفس الصيد يقول رجلان: لا، هذا الحيوان لا يضر؛ لأننا متفقون على وجوب المثل، لكن جنس المثل ما هو؟ هذا أمر يسير، فتحقيق المناط في هذه المسائل ومعرفة مناط الشيء قد تختلف، ومن رام أن يجمع الناس على قول واحد هذا لا يمكن ولا يقع، والخلاف واقع بين الصحابة - رضي الله عنهم - في مسائل، ومع ذلك كانوا من أشد الناس اجتماعا؛ ولهذا أهل العلم اختلافهم لا يزيدهم إلا ائتلافا.
لم يعهد أن أهل العلم حين يختلفون يتخالفون لا، هم إذا اختلفوا تآلفوا، ولهذا أهل القصور والنقص إذا اختلفوا تعادوا، كما هو المشاهد الآن، يتعادون ثم يتبغاضون، ثم يتدابرون، ثم يتحاسدون، هذه من أعظم المصائب، إذا كان هذا بين أهل العلم والدعاة إلى الله، فلا يعذر بعضهم بعضا، ولا ينصح بعضهم لبعض، مع أن كثيرا ممن يتكلم يعلم من نفسه، ويعلم الله منه أن في النفوس دسيسة، وأن فيها حسيكة من حسكات الشيطان التي أظهرها في قالب الخير، فهي شهوات لبست بشبهات، ثم اندرجت بالباطل، ثم اندرج هذا الباطل بالحق اليسير الذي لبّس بها، ربما في كثير ممن يخفى عليه ذلك، لا نتهم ولا نقول: إنه تبين له الباطل وأصر، لكن ربما فتح عينا واحدة، ولم يفتح العين الأخرى، والواجب على طالب الحق أن يفتح العينين البصيرتين فيبصر ويرى الخير والشر، فيحكم بما يكون أصلح وأنفع.
والحديث متفق عليه رواه البخاري ومسلم، وقوله: أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم وهذه الصيغة تبين أنه أبغض الرجال، في شدة مبالغته في الخصومة، الألد الخصم: المبالغ في الخصومة، وهو من لديد الوادي وهما جانباه، لديد الوادي جانباه؛ لأنه إنسان صاحب خصام وجدال قوي العارضة بالباطل، والحجة الباطلة إذا أتيته من هنا نزع بحجة باطلة من هنا فيأكل حق غيره، ويأخذ حق غيره، يماري بالباطل يجادل بالباطل، كما قال النبي -عليه الصلاة والسلام- في حديث أم سلمة: إنكم تختصمون إلي وإن بعضكم يكون ألحن بحجته من أخيه، فمن قطعت له من حق أخيه شيء، فليأخذها أو ليذرها فإنما أقطع له قطعة من نار أو فمن قطعت له من حقه شئ فليأخذها أو ليذرها - على سبيل التهديد- فإنما قطعت له قطعة من نار ؛ لأنه ألحن، وفي لفظ: فإنما أقضي بنحو مما أسمع .
فقد يكون هو مبطل في حجته، شدة خصومته، فيظهر الباطل في صورة الحق، هذا يقع من بعض الناس في تقليبه للكلام، ربما يكون خصمه ضعيف الحجة، فيستغل هذه النقطة، وهذا واقع في الخصومات التي تقع بين الناس، أو من اللدود: وهو الدواء الذي يعطى، ولهذا قال النبي -عليه الصلاة والسلام- في مرض موته: لا تلدوني، قلنا كراهية المريض للدواء .
تقول عائشة -رضي الله عنها- لما شد عليه الوجع أعطوه اللدود قال: لا تلدوني اللدود: وهو العلاج الذي يجعل في جانب الفم، سمي اللدود من لديد الفم، وهو جانب لديد الفم من هنا ومن هنا، وكذلك الوادي جانبه من هنا ومن هنا، فكأنه يأخذ تارة حجة من هنا وتارة حجة من هنا، فسمي الألد الخصم، والخصومة بالباطل لا تجوز، بل لو لم يكن خصومة مجرد مراء أيضا لا يجوز.
والخصومات أعظم ما تكون محرمة إذا كانت الخصومات في الدين، في حديث ابن عباس: كفى بك إثما أن لا تزال مخاصما فلا يجوز للإنسان أن يكون مخاصما، كذلك الخصومة في الدين، والمناقشة في أمور الدين، فلا يعرض الإنسان دينه لكثرة الخصومات ويتنقل، ولهذا من كثرت الشبه عليه تنقل، هذا قد يبتلى به كثير من الناس، ولا يبتلى به إلا البطالون.
ومما أوصي به نفسي وأوصي به إخواني عدم الانشغال بالجدال والأمور التي لا مصلحة فيها، كثير من الناس خاصة في مثل هذا الزمن وعبر كثير من الوسائل التي ضيعت على الناس نفيس أوقاتهم، عبر ما يقرأ ويسمع ويرى، أو المجالس التي يكثر فيها القيل والقال، وقد نهى النبي -عليه الصلاة والسلام- عن القيل والقيل وفلان وفلان، النفوس مجبولة على حب الحديث حينما خاصة يكون ظاهره يدعي أنه يتكلم بالدين ويدعي، ربما يخادع نفسه، أن كلام هذا ومجلسه لله وفي الله، فلان كذا، فلان يجاهد في سبيل الله، فلان لا، لا يجاهد في سبيل الله، فلان يريد كذا، وفلان يدعو إلى الله، لأ فلان لا يدعو إلى الله على بصيرة، يدعو إلى كذا، يدعو إلى هذه النحلة، إلى، فيشغل نفسه وحديثه مكروه لو أنك تابعته وأحصيته، أو أنه قدر أن ترى حديثه مكتوبا أو مسموعا لوجدته هو هو، يتكرر عشرات المرات، ومع ذلك ما يمل، الشيطان يحليه له ويسليه، ويملي له الشيطان في هذه الأحاديث كررها، وفلان وفلان، ولهذا كثيرا ما نسمع ناس يسألون في أمور لا حاجة لهم فيها، ويكررونها منذ سنوات مع أنك حين تسأل هل أنت مسئول عن هذا؟ هل ربك طالبك بهذا؟ هل نبيك -عليه الصلاة والسلام- طالبك بهذا؟ هل أنت مسئول عن هذا؟ لست مسئولا عن هذا، وليس من شأنك هذا الشيء، شأنك أن تصلح نفسك، وأن تعلم نفسك، وأن تدعو إلى الله، وإذا رأيت أمرا من الأمور المنكرة وتحققته تبين، ولا تجبر الناس ولا تلزم الناس.
الواحد منا يأتي يشتكي أمر ولده من ذكر أو أنثى أو زوجته، ويقال له صحيح يقول: اجتهدت فلم يستجب، يقول: الحمد لله ومع ذلك لأ يصر يقول في غيره من الناس، مع أنه قد يكون في أمور اجتهادية يصر أن يجعل هذا الأمر على وفق هواه، وأن يوافقه غيره، وإلا فهو عدو، ولهذا يبتلى السالكون والعباد، وطلاب العلم، وغيرهم وهذه يستغلها أعداء الدين، خاصة، عبر ما يكتب في الصحف والمجلات فيثيرون الفتنة بين أهل الخير يوقعون العداوة والبغضاء، وقد نجحوا حتى إنهم فرقوا صفوف كثير من أهل الخير، وأهل العلم، ووقعت بينهم من العداوات التي لا تجوز.
ومن قال إن أهل العلم إذا وقع بينهم خلاف، أو الدعاة إلى الله إذا وقع بينهم خلاف أنهم يتعادون، من هذا طريقهم، ما كان هذا طريقهم ولم ير أحد، بل كل من اجتهد، وكان على طريق من طرق الحق والخير فإنه على أجر بأجر اجتهاده، وهذا شامل الأمور العلمية والعملية، باتفاق أهل العلم يشمل الأمور العملية التي يقع فيها الخلاف بين الفقهاء، كذلك يقع في الأمور العلمية التي يختلف فيها الاجتهاد في النظر في الطرق، مع أن كثيرا من الأمور التي يقع خلاف في الطرق في الدعوة إلى الله، أو خلاف في تنقيح المناط، مثل إنسان اجتهد ورأى أن هذا المكان هو أحق مكان في الدعوة والجهاد في سبيل الله، خالفه إنسان آخر هو ليس اختلاف على وجوب الجهاد، اختلاف على تحقيق المناط وهذا باتفاق أهل العلم لا إنكار فيه، بمعنى أنه هل هذا من الأمر الذي هو أمر الله؛ مثل الاختلاف، مثل جزاء الصيد: يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ ؟
نحن متفقون على أنه له مثل لكن ما هو المثل؟ يأتينا رجلان فيحكمان يقولان: المثل هذا يماثل الصيد هذا الحيوان، وفي قضية أخرى تقع في نفس الصيد يقول رجلان: لا، هذا الحيوان لا يضر؛ لأننا متفقون على وجوب المثل، لكن جنس المثل ما هو؟ هذا أمر يسير، فتحقيق المناط في هذه المسائل ومعرفة مناط الشيء قد تختلف، ومن رام أن يجمع الناس على قول واحد هذا لا يمكن ولا يقع، والخلاف واقع بين الصحابة - رضي الله عنهم - في مسائل، ومع ذلك كانوا من أشد الناس اجتماعا؛ ولهذا أهل العلم اختلافهم لا يزيدهم إلا ائتلافا.
لم يعهد أن أهل العلم حين يختلفون يتخالفون لا، هم إذا اختلفوا تآلفوا، ولهذا أهل القصور والنقص إذا اختلفوا تعادوا، كما هو المشاهد الآن، يتعادون ثم يتبغاضون، ثم يتدابرون، ثم يتحاسدون، هذه من أعظم المصائب، إذا كان هذا بين أهل العلم والدعاة إلى الله، فلا يعذر بعضهم بعضا، ولا ينصح بعضهم لبعض، مع أن كثيرا ممن يتكلم يعلم من نفسه، ويعلم الله منه أن في النفوس دسيسة، وأن فيها حسيكة من حسكات الشيطان التي أظهرها في قالب الخير، فهي شهوات لبست بشبهات، ثم اندرجت بالباطل، ثم اندرج هذا الباطل بالحق اليسير الذي لبّس بها، ربما في كثير ممن يخفى عليه ذلك، لا نتهم ولا نقول: إنه تبين له الباطل وأصر، لكن ربما فتح عينا واحدة، ولم يفتح العين الأخرى، والواجب على طالب الحق أن يفتح العينين البصيرتين فيبصر ويرى الخير والشر، فيحكم بما يكون أصلح وأنفع.
أسأله سبحانه وتعالى أن يدلنا وإياكم على طريق الهدى والصواب وأن يجعلني وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه بمنه وكرمه آمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
شرح /بلوغ المرام
لفضيلة الشيخ /عبد المحسن بن عبد الله الزامل
شرح /بلوغ المرام
لفضيلة الشيخ /عبد المحسن بن عبد الله الزامل